المدير العام المدير العام لانشادنا
عدد الرسائل : 77 العمر : 34 الموقع : https://enshadna.own0.com علم مصر : متميز : تاريخ التسجيل : 02/10/2007
| موضوع: تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ ا لإسلام : الخميس ديسمبر 27, 2007 10:57 pm | |
| في خلافة أبي بكر
وكان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وزير صدق ، ومساعد خير، به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي بكر، فبادر الأنصار والمهاجرون بعد ذلك إلى البيعة . ولقد كان أبو بكر أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة ، ولكن فضل عمر في مبايعة أبي بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ، ويقضي على دولة الإسلام الناشئة .
وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه السلام ، هي في حياة أبي بكر ... فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار والعفو على صفاته كلها ، فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلم أبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ... فكان عمر هو الذي قام هذا المقام ، واحتل تلك المنزلة ، ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …
وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلامية التي أرادها الله بشير خير للمسلمين وللعالم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم … عمر يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ، وأبو بكر يجيبه بقوله : ولكنك أقوى مني . . فيقول عمر لأبي بكر : إن قوتي مع فضلك .. وبذلك تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد ... فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه ، مع قوة عمر وباسه وشدته وهيبته .
عمر في الخلافة
ويتولى عمر الخلافة ، وهي أشد ما تكون حاجة إلى رجل مثله ، المسلمون يشتبكون في حروب طاحنة مع فارس والروم ، والبلاد الإسلامية التي فتحت تحتاج إلى ولاة أتقياء أذكياء ، يسيرون في الرعية سيرة عمر في حزمه وعفته وعبقريته في التشريع والإدارة ، والعرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم ، أن يركنوا إليها ، ويملوا حياة الجهاد والكفاح ، و يعبوا من لذائذها وزينتها وترفها ...
تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ ا لإسلام :
** أتم ما بدأ به أبو بكر من حرب فارس والروم ، فانتهت باستيلاء المسلمين على مصر والشام والعراق ومملكة فارس .
** نظم جهاز الدولة ، فدون الدواوين ، وفرض الأعطيات ، وجبى خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق ، وأقوم سياسة ، وواجه حاجات الدولة الإسلامية في الأنظمة والقوانين ، بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
** حكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بين القوة والرحمة ، وبين الرفق والحزم ، وبين العدل والتسامح ، فكان حكم عمر مضرب الأمثال في ذلك ، في تواريخ الأمم كلها ، وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله خلده التاريخ بعدله ورحمته .
أسلوبه في الحكم:
سار عمر بن الخطاب- رضي اللّه عنه- في الحكـم على منهج سلفه أبي بكر الصديق- رضي اللّه عنه- فعندما بويع بالخلافة بعد وفاة أبي بكر صعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: "يا أيها الناس، إني داع فأمنوا. اللهم إني غليظ فَلَيِّني لأهل طاعتك بموافقة الحق، ابتغاء وجهك والدار الآخرة، وارزقني الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة(11) والنفاق من غير ظلم مني لهم ولا اعتداء عليهم. اللهم إني شحيح فسخني في نوائب(12) المعـروف قصـداً من غير سرف ولا تبـذير ولا رياء ولا سمعة واجعلني أبتغي بذلـك وجهـك والـدار الآخرة. اللهم ارزقني خفض الجناح(13) ولين الجانب للمؤمنين "(14).
و يتضح أسلوبه في الحكم من خلال خطبته المشابهة لخطبة أبي بكر - رضي اللّه عنه-.
وقد أظهر عمر في خلافته حسن السياسة والحزم والتدبير، والتنظيم للإِدارة والمالية، فرسم خطط الفتح وسياسة المناطق المفتوحة والسهر على مصالح الرعية وإقامة العدل في البلاد. وكان لا يَستحلُّ الأخذ من بيت المال إلا حلّةً للشتاء وأخرى للصيف وناقة لركوبه، وَقُوته كقُوت رجل متوسط الحال من المهاجرين، وخطبه ورسائله إلى الولاة والقادة تعبر بدقة عن شعوره العميق بالمسؤولية تجاه الدين والرعية مع حسن التوكل على اللّه والثقة بالنفس(15).
| |
|